تونس / آم_آم_نيوز
كتب النائب السابق سيف الدين مخلوف – تذكروا جيّدا هذه الكلمات ..
عجز المالية العمومية في تونس بلغ مستوى كارثي وغير مسبوق ..
والفجوة الماليّة الحاصلة لا يمكن ردمها بالجري وراء سراب قرض صندوق النقد الدولي الذي لن يغطي الفجوة والذي لم يأتِ ولن يأتِ ما دام الوضع الانقلابي متواصلا وما دام غياب مؤسسات الدولة متواصلا وما دام غلق البرلمان الشرعي الديمقراطي المنتخب متواصلا ووما دام حل المجلس الأعلى للقضاء الشرعي مستمرّا ..
والبنوك الوطنية لم تعد قادرة على إقراض الدولة .. وكبرى المؤسسات العمومية أضحت عاجزة عن توفير أبسط احتياجاتها وتقديم أبسط خدماتها .. والدولة لا تملك من السيولة ما يسمح بإنهائها ولا بتوريد ما يكفي احتياجاتنا من حبوب ومحروقات وأدوية وأعلاف وزيت وزوز وقهوة وسكر .. وحتى الدخان الوقيد .. والقادم فيما يبدو أسوأ بكثير بكثر بكثير ..
هذا الوضع الكارثي وبوضوح لن يقدر طرف لوحده على مواجهته مهما تحيّل أو تحايل ..
وهذا الوضع لن يحله الانقلاب لا بالشركات الوهميّة ولا بالصلح الخيالي ولا بسجن المعارضين ولا بترهيب رجال الأعمال والمزوّدين ولا بالبلطجة على الأحرار في مطار S17 الدولي .. وهذا الوضع الكارثي لن ينفع فيه التسرديك بخطاب السيادة الوطنية ومليارات المليارات .. وساقين وزارة الماليّة غارقة في الزڤ ..
هذا الوضع الكارثي لن يحلّه سوى جهد وطني استثنائي يقوم على أوسع توافق .. نعم خذوها عنّي وتذكروها .. لن يحلّه سوى أوسع توافق وطني تشارك فيه كل الأحزاب وكل المنظمات وكل الشخصيات الاعتبارية وكل رجال الأعمال وكل الصحافيين .. ونمد فيه جميعا الأيادي لبعضنا البعض ونشرك فيه كل جيران وأصدقاء تونس القادرين على مد يد المساعدة وإعادة تشغيل عجلة الاستثمار المتوقفة منذ الانقلاب ..
غير هذا ثقوا وتأكدوا أن هذا الانقلاب سيأخذنا لكل ما لا تحمد عقباه .. وحتى الانقلاب عليه لن يأتي لنا بسكر ولا ببنزين ولا بشيء مما سيصلح ما أفسدته ماكينات الحقد الأعمى والكراهية القاتلة .. والفساد والإفساد ..
اللهم قد بلًغت .. اللهم فأشهد ..