جسر للطاقة يربط تونس بإيطاليا: تفاصيل مشروع ضخم….
![](https://m-mnews.net/wp-content/uploads/2025/02/1739115815-780x450.png)
ام ام نيوز
بينما تشتد الصراعات وتتعاظم التحدّيات العالمية، يظهرُ الاهتمام المتزايد بتأمين مصادر الطاقة وتنويعها كأحد أهم الأسُس لتحقيق الأمن والاستدامة. حيث باتت الدول تتسابق لضمان أمنها الطاقي وتعزيز استقلالها في مواجهة التحديات.
فمن أزمات الطاقة العالمية إلى التحوّلات المناخية، لم تعد هذه المسألة مجرّد خيار، بل أصبحت ضرورة استراتيجية تفرض نفسها بقوّة. تونس، التي تُدرك أهمية هذا الرهان، وضعت لنفسها خارطة طريق من خلال “الاستراتيجية الوطنية للطاقة في أفق 2035″، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة وتحقيق الاستدامة.
ومن بين المشاريع الكبرى التي تندرج في هذا الإطار، يبرُز مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا المعروف بـ “إلماد”، والذي وُصِف بأنّه ”مشروع القرن”، باعتبار أنّه يُشكّل خطوة حاسمة لتمتين الترابط الكهربائي مع أوروبا.
فما هو مشروع ‘الماد’.. ما الذي يَطمح لتحقيقه.. وأين وصلت مراحل تنفيذه؟
يعدُّ مشروع الربط الكهربائي بين ضفتيْ المتوسط واحدا من أهم مشاريع الطاقة الذي اشتغلت عليه تونس خلال أكثر من عقدين. ويهدف إلى إنشاء رابط بحري بين تونس وإيطاليا، مما يتيح تبادل الكهرباء بين الضفتين في كلا الاتّجاهين بقدرة تصل إلى مئات الميغاوات. وذلك بالكلفة الجملية للمشروع قدّرت بحوالي 964.2 مليون أورو، ثم تمّ تحيينها حيث ارتفعت الى 1014 مليون أورو.
ويتمثّل المشروع في مدّ كابل بحري يمتد على مسافة 220كيلومترا بقدرة 600 ميغاوات، وإنجاز محطات لربط الشبكات الكهربائية التونسية والإيطالية (بين الوطن القبلي وجزيرة صقلية)، عبر محطة تحويل للطاقة عالية الجهد، تمر عبر مسار بحري بعمق يصل إلى 800 متر.
ومن المقرّر أن يربط هذا الخطّ صقلية بقليبية من خلال كابل بحري يبلغ طوله 107 كيلومترات، ليتم توجيهه بعد ذلك عبر كابل تحت الأرض بطول 5 كيلومترات إلى المنطقة الصناعية “الملاعبي” في معتمدية منزل تميم، ثم إلى المحطة الكهربائية بمرناق عبر خط هوائي يمتد على 113 كيلومترًا، مرورًا بولايات بن عروس وزغوان ومنوبة.
ويتضمن المشروع أيضا بناء محطة للتحويل المزدوج من التيار المستمر إلى التيار المتردد بجهة منزل تميم، و2 خطوط هوائية بجهد 400 كلف للربط بين محطة التحويل المحدثة ومحطة الضغط العالي بالمرناقية.
أهداف المشروع
تتمتع تونس بموقع جغرافي استراتيجي يتيح لها تعزيز الترابط الكهربائي مع دول المغرب العربي وكذلك مع أوروبا عبر إيطاليا. هذا الترابط سيمكن من تحسين تبادل الطاقة مع هذه الدول، بالإضافة إلى دعم تكامل الطاقة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والمغرب العربي. ومن خلال هذا المشروع، تهدف تونس إلى تمتين الترابط الكهربائي مع أوروبا، مما سيساهم في تحسين تبادل الطاقة، وتوفير إمكانيات أكبر لدمج الطاقات المتجددة، وتقوية قدرة الشبكة الوطنية على مواجهة الحالات الطارئة وتلافي صعوبات التزويد في فترات الذروة.
ويهدف هذا المشروع، المدرج ضمن قائمة المشاريع ذات الاهتمام المشترك (PIC) للمفوضية الأوروبية، إلى تطوير بنية تحتية لنقل الكهرباء وربط شبكات الكهرباء الأوروبية بشبكات دول شمال أفريقيا. وسيُمكّن من ضمان أمن الطاقة في تونس وتنويع مصادر إمداد الطاقة في الكهرباء وتعزيز تنمية المصادر المتجددةمن خلال القيام بالمبادلات الاقتصادية للكهرباء في كلا الاتجاهين بين تونس وإيطاليا.